الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير
.سورة الملك: .تفسير الآيات (1- 5): .شرح الكلمات: {وهو على كل شيء قدير}: أي وهو على إيجاد كل ممكن وإعدامه قدير. {الذي خلق الموت والحياة}: أي أوجد الموت والحياة فكل حيّ هو بالحياة التي خلق الله وكل ميت هو بالموت الذي خلق الله. {ليبلوكم أيكم أحسن عملا}: أي أحياكم ايختبركم أيكم يكون أحسن عملاً ثم يميتكم ويحييكم ليجزيكم. {وهو العزيز الغفور}: أي وهو العزيز الغالب على ما يريده الغفور العظيم المغفرة للتائبين. {طباقا}: أي طبقة فوق طبقة وهي السبع الطباق ولا تماس بينها. {ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت}: أي من تباين وعدم تناسب. {هل ترى من فطور}: أي مرتين مرة بعد مرة. {خاسئا وهو حسير}: أي ذليلاً مبعداً كالاً تعباً منقطعاً عن الرؤية إذ لا يرى خللا. {بمصابيح}: أي بنجوم مضيئة كالمصابيح. {رجوماً للشياطين}: أي مراجم جمع مرجم وهو ما يرجم به أي يرمى. {وأعتدنا لهم عذاب السعير}: أي وهيأنا لهم عذاب النار المسعرة الشديدة الاتقاد. .معنى الآيات: وقوله تعالى: {وهو العزيز الغفور} ثناء آخر أثنى به تعالى على نفسه فأعلم أنه العزيز الغالب الذي لا يُحال بينه وبين ما يريد الغفور العظيم المغفرة إذ يغفر الذنوب للتائب ولو كانت مثل الجبال وزبد البحر. وقوله: {الذي خلق سبع سموات طباقاً} هذا ثناء بعظيم القدرة وسعة العلم والحكمة خلق سبع سموات طباقاً سماء فوق سماء مطابقة لها ولكن من غير مماسة إذ ما بين كل سماء وأخرى هواء وفراغ مسيرة خمسمائة عام فالمطابقة المعادلة والمساواة في الجرم لا بوضع سماء على الأخرى كغطاء القدر مثلاً. وقوله: {ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت} أي من اختلاف أو تضاد وتباين والسماء فوقك فإنك لا تجد إلا الاتساق والانتظام لا تصدع ولا انفطار وإن شئت فارجع البصر وانظر هل ترى من فطور أي إنك لا ترى ذلك ثم ارجع البصر كرتين فإنك لا تجد تفاوتاً ولا تبايناً أبداً ولو نظرت الدهر كله كل ما في الأمر أن بصرك أيها الناظر إلى السماء يرجع إليك خاسئا أي ذليلاً مبعداً من الأرض القريبة منها بمصابيح هي النجوم والكواكب. وجعلناها أي النجوم رجوماً للشياطين ترجم بها الملائكة شياطين الجن الذين يريدون استراق السمع من كلام الملائكة حتى لا يفتنوا الناس في الأرض عن دين الله عز وجل. وقوله تعالى: {وأعتدنا لهم عذاب السعير} أي وهيأنا للشياطين عذاب السعير يعذبون به يوم القيامة كسائر الكافرين من الإنس والجن. .من هداية الآيات: 2- بيان الحكمة من خلق الموت والحياة. 3- بيان الحكمة من خلق النجوم وهي في قول قتادة رحمه الله: أن الله جل ثناؤه إنما خلق هذه النجوم لثلاث خصال: زينة لسماء الدنيا، ورجوماً للشياطين، وعلامات يهتدى بها.
|